مع انطلاق الأزمة السورية خرجت حركة حماس من محور "الممانعة"، واتخذت جانبا معاديا للرئيس السوري بشار الأسد، حتى قيل أحيانا أن "مقاتلي" الحركة قاتلوا الى جانب المعارضة السوريّة المسلحة، واستخدموا تقنية "الانفاق" بوجه الجيش السوري، وكان لهذه الأمور تداعيات على علاقة "حماس" بكل أطراف المحور، في لبنان وسوريا وإيران.
أمس، وبعد 8 سنوات على تدهور العلاقات، كانت حماس في العاصمة الإيرانيّة، ما يعني أن العلاقات عادت الى سابق عهدها.
تؤكّد مصادر متابعة أن حوار ايران وحماس ليس جديدا بل يعود الى أشهر عدّة الوراء، خصوصا أن التشاور العسكري بين إيران ممثلة بالحرس الثوري الإيراني، وحماس ممثلة بكتائب عز الدين القسّام لم يتوقف طيلة المرحلة الماضية، كما أن الدعم الايراني للكتائب لم يتوقف أيضا، رغم ما مرت به العلاقة من جهة ورغم ما تمر به ايران اقتصاديا من جهة ثانية.
لا شك ان عودة حماس الى المحور الذي تقوده إيران لا يعجب الغرب وبعض العرب على حدّ سواء، فبعد محاولات عديدة لفكفكة المحور ها هي ايران تعيد تجميعه، خصوصا بظل ما تشير اليه المصادر من محاولات ايرانيّة حثيثة للقاء يجمع بين قيادة حركة حماس والقيادة السورية، مشدّدة على انّ العرقلة تأتي اليوم من جهّة السوريين، بينما حماس مستعدة للقاء، وهي تدفع باتجاهه.
وتضيف المصادر: "تمكنت ايران من استعادة حماس الى جانبها بشكل كامل بعد تغيير قيادة الحركة مؤخّرا، فمن استلم الدفّة اليوم هم من المقربين لايران والتحالف معها، وهذا ما قد ينعكس ايجابا ايضا على عودة العلاقات بين حماس وسوريا"، مشيرة الى أن محور المقاومة عاد قويا، واكتملت الحلقة مع عودة المقاومة الفلسطينية الى جانب حزب الله وسوريا، وبذلك يمكن القول اليوم أن أي معركة مقبلة مع اسرائيل قد تفتح الجبهة بكاملها.
في اللقاء بين القيادة الإيرانية وحركة حماس، كلام في العمق، تقول المصادر، مشيرة الى أن أهم ما في اللقاء بعد "الشكل الخارجي" الذي شكّل رسالة قاسية لأعداء ايران، الحديث عن المقاومة، اذ خرج الوفد الفلسطيني بتأكيد ايراني على استمرار دعم كتائب القسّام، عدّة وتدريبا ومالا، تمهيدا لأي هجوم اسرائيلي مقبل، مشدّدة على أنه تم الاتفاق والتنسيق على تدريب قياديين في المقاومة الفلسطينية في ايران.
أما بالنسبة الى حزب الله وعلاقته بالقيادة الحمساوية، فهي ممتازة، رغم الشوائب التي اعترتها بعد الأزمة السوريّة حين قاتل بعض من درّبهم الحزب إلى جانب المسلّحين هناك بوجهه، وهو الّذي سلّحها واستفاد المسلحون من هذا التسليح. وفي هذا السياق تلفت المصادر النظر الى ان ما يجمع حزب الله وحماس هو العداء لاسرائيل اولا، ما يجعل قوة الفريقين مطلبًا متبادلاً بين الاثنين، لذلك كان الحزب في مرحلة من المراحل من المهيئين لعودة العلاقات بين حركة حماس والقيادة الإيرانية، ولا يزال من العاملين على عودتها بين سوريا وحماس.
تشتدّ "الحروب" السّياسية بين إيران وخصومها، فبعد حادثة ناقلة النفط البريطانية التي شغلت العالم الاسبوع الماضي، ستحمل زيارة حماس الى ايران مفاجآت كثيرة قد ننتظر معركة فلسطينية-اسرائيلية مقبلة لكي نشاهدها.